نص المقال الذي نشرته صحيفة التايمز الأمريكية للمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الاسلامية الأمريكة نهاد عوض:
انضمت المؤسسة التي أقودها وهي مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية اليوم إلى جميع الأجناس و الأعراق والأديان الآخرى للتعبير عن حزنهم العميق لفقدان تلك الأرواح البريئة بتلك الطريقة المأساوية إثر الهجمات الأخيرة التي استهدفت كل من بلجيكا وتركيا بالإضافة إلى العالم بأسره.
قلبي يتألم تعاطفا مع آلام عائلات تلك الضحايا، وأعدكم بمضاعفة جهودي لإثبات أن مثل هذه الجرائم البشعة تتناقض تماما مع مفهوم ديننا الحنيف. وأن مثل هذه الهجمات لا تغتفر وليس لها أي مكان في المجتمع المتحضر.
صدمت اليوم مرة ثانية، عندما علمت أن عضو مجلس الشيوخ تيد كروز، قد دعا إلى “تطبيق السياسة الداعية إلى القيام بدوريات ومراقبة الأحياء المسلمة وفرض حظر على اللاجئين المسلمين القادمين من عدة دول من منطقة الشرق الأوسط.
بدلًا من أن يُقدم عضو مجلس الشيوخ تيد كروز موقفا سياسيا ذو معنى أو يحمل في طيّاته حلا قابلا للتطبيق على المدى الطويل ويقوم باحترام الأغلبية الساحقة من المسلمين في داخل الولايات المتحدة وخارجها مقابل أولئك الذين يحتقرون مثل هذه الأعمال الدنيئة، قام بتقديم حل سهل للشعب الأمريكي ولكنه غير دستوري وله انعكاسات سلبية لهذه المشكلة المعقدة.
مثل هذا الموقف السياسي المتعلق بالولايات المتحدة ككل ليس مفاجئا من تيد كروز، بعد أن قام بالإعلان مؤخرا أنه قد عيّن كلٍ من زعيم جماعة الكراهية فرانك جافني الابن والجنرال المتقاعد ويليام جي “جيري” بويكين كمستشارين للسياسة الخارجية.
ومن خلال تقديم مثل هذه الحلول القائمة على التمييز وغير الفعالة، يقدم عضو مجلس الشيوخ تيد كروز النفعية السياسية على الحلول الناجعة ومصلحة الامن القومي.
في حين لا يمكننا ان نسكت عن الدمار الفظيع الذي أحدثته أقلية من الضالين على خلفية قيامها بأعمال غير أخلاقية، بالرغم من ذلك فأن لدينا خيار التحكم في ردود افعالنا.
ولا يمكننا أن نسمح لأولئك الذين يسعون إلى خلق حواجز بين الأمريكيين من النجاح في مهمتهم، التي تهدف لإثارة الخوف وتعميق انعدام الثقة. ونحن ندرك أن الحل لا يكمن في تجاهل هذه القضايا، ولكن من خلال زيادة المعرفة وترسيخ الفهم المتبادل.
حظر دخول اللاجئين الفارين من فضائع الحرب في أرضهم وعدم التمييز بين المجرمين والأبرياء من الرجال والنساء والأطفال منهم، لا يتعارض فقط مع المبادئ المنصوص عليها في دستورنا، ولكن أيضا مع المفهوم الأمريكي الأساسي الذي يقرّ بأن العدالة “عمياء” وتحكم فقط على الناس من خلال أفعالهم.
لقد شاهدت السيد كروز يقوم بالدفاع عن الحرية الدينية في العديد من المناظرات، ولكن ربما كان يقصد فقط حريته الدينية، وليست تلك المتعلقة بالمسلمين الأمريكيين. وأخشى أن هذه الحرية العزيزة ستكون الضحية الأولى في إدارة كروز المستقبلية.
يجب على السيد كروز الرجوع بالنظر إلى كتابه المقدس الانجيل الذي ينص على أن: “لا تنسوا استضافة الغرباء، لأن بها أستضاف الناس ملائكة وهم لا يدرون” (رسالة العبرانيين 13: 2).
وسيسألنا أطفالنا يوما ما كيف سكتنا على مثل هذه اللحظات المأساوية، التي أدّت بنا إلى تشويه صورة الآخرين والحكم عليهم مسبقا وفقا لأعمال لم يقوموا بها، مما يدفعنا لمواجهة هذا التحدي الصعب للحفاظ على المفهوم الأمريكي الأساسي الذي يضمن استمرارية أمننا القومي.
وأريد أن يكون إرثي في هذه الحياة هي عدم التراجع عن هذا التحدي، وليس عن طريق تقديم حلول سهلة من شأنها أن تعطي آمالا كاذبة لشدّة بساطتها المزعومة.
نهاد عوض هو المدير الوطني التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ومقره واشنطن. ويمكنكم الاتصال به عبر البريد الالكتروني الخاص به: nawad@cair.com، أو يمكنكم الاتصال به على حسابه الشخصي في تويتر التالي: NihadAwad@