واشنطن دي سي 21/4/2016
دعت كير شرطة نيويورك وغيرها من سلطات تطبيق القانون إلى التحقيق فيما إذا كان أي من الضباط سيحضر المؤتمر، الذي سيعقد هذا الشهر لريان ماورو الذي يحاول ترسيخ نظرية المؤامرة ضد الإسلام والمسلمين، ويدعم تلك السياسة المغرضة التي تدعو إلى إحداث “مناطق خالية من المسلمين”.
ويعتبر ماورو من أحد رواد مشروع كلاريون المعادي للمسلمين، وسيكون أيضا المتحدث الرئيسي في المؤتمر التكتيكي للضباط في نيويورك الذي سيعقد من 26 إلى 28 أبريل/ نيسان في فيرونا، نيويورك. وتجدر الإشارة إلى أن موضوع أحد مؤتمراته سيتمحور حول “تهديد التطرف الإسلامي في أمريكا وتحديدا في ولاية نيويورك”.
شاهد: المتحدث الرسمي في مؤتمر شرطة نيويورك هو أحد رواد نظرية المؤامرة التي تحاك ضد المسلمين
Keynote Speaker At New York Police Conference Is Anti-Muslim Conspiracy Theorist
ووفقا لتقرير صادرٍ عن مركز قانون الفقر الجنوبي، فإن ماورو يعتبر أحد مروّجي النظرية الخاطئة المتعلّقة بالمناطق الخالية من المسلمين في أوروبا. كما صرّح ماورو، للإعلامية والمعلقة السياسية الأمريكية في قناة فوكس نيوز، ميغين كيلي أن “هناك مناطق خاصة بالمسلمين في الولايات المتحدة حيث تقوم عصابات من المتطرفين الإسلاميين بإجراء دوريات في الأحياء وإجبار الساكنين على العيش وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية”.
وقد ادّعى ماورو أيضا أن “جماعة الإخوان المسلمين قد تسللوا إلى أعلى المراتب في كلّ من الحزب الجمهوري، ووزارة الأمن الداخلي”.
شاهد: مؤتمر عقدته فرقة التدخل السريع الوطنية لتشويه سمعة الإسلام
وقد انتُقد مشروع كلاريون لإنتاج برامج معادية للإسلام، بما في ذلك الأفلام الدعائية مثل “هاجس: حرب الإسلام المتطرف ضد الغرب”.
وفي هذا الإطار، قالت مدوّنة “ثينك بروغراس” أن مشروع كلاريون هو أول من جاء بمثل هذه الأفلام وقد كشفت صحيفة أمريكية يومية، تدعى “سانت بيترسبرغ تايمز” العلاقات الخفية بين موزعي هذا الفيلم ومنظمة يهودية تدعى، أيش ها توراه، وهي من الجماعات التي تدعم بقوة الحركة الصهيونية وإسرائيل.
ومن آخر مشاريع كلاريون المعادية للمسلمين هو دعاية فيلم جديد تحت عنوان “الجهاد الثالث”، ويحاول هذا الفيلم تصوير المسلمين على أنهم كائنات عنيفة بطبيعتها وتسعى للهيمنة والسيطرة على العالم. وبعد ظهور هذا الفيلم، عُرض كجزء من عملية تدريب لشرطة نيويورك، وقد نعت مفوض الشرطة، راي كيلي هذا الفيلم “بالساذج” و “غير المحتمل”.
مراقب كير حول ظاهرة الخوف الشديد من الإسلام: مشروع كلاريون
http://www.islamophobia.org/islamophobic-orgs/clarion-project.html
وشمل أعضاء مجلس الإدارة مشروع كلاريون أحد أبرز مُنظري المؤامرة المعادية للمسلمين في البلاد، فرانك جافني، وهو أحد الدُعاة إلى إعادة إحياء النظرية المكارثية والتي تقول بوجود جواسيس مسلمين في الإدارة الأمريكية.
شاهد: كير تطالب المرشح الرئاسي كروز بالتخلي عن المستشارين المعادين للإسلام
وكتب المدير الوطني التنفيذي لكير، نهاد عوض رسالة وجّهها إلى مفوّض شرطة نيويورك، وليام براتون، وجاء في جزء منها:
“بصفتي المدير الوطني التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أكبر منظمة داعمة للحريات المدنية الإسلامية في أميركا، اسمحوا لي أولا أن أشكركم على دعم المجتمع الإسلامي بعد التصريحات الأخيرة المعادية للإسلام التي أدلى بها المرشح الرئاسي الجمهوري، تيد كروز. ولقد استحسنّا هذا الموقف الجليل منكم خلال هذا الوقت العصيب الذي يشعر فيه كل مسلمي أمريكا بتضييق الخناق عليهم سواء من خلال الخطابات المليئة بالكره والمناهضة لهم أو من خلال تواتر حوادث التمييز الذين يتعرضون لها”.
وأضاف نهاد عوض، أن المعلومات الواردة أعلاه تدل بشكل واضح على أن تقريبا كل ممثلي مشروع كلاريون يقعون في نفس الأخطاء ولهم نفس المبادئ والمواقف المعادية للمسلمين. ففي 20 آذار/مارس سنة 2012، تمّ إصدار مبادئ توجيهية لجميع متدربي الشرطة، ممولة من وزارة العدل ومحدّدة من قبل نائب المدعي العام، جيمس كول.
كما وضّح نهاد عوض، أن ماورو أثبت عدم امتلاكه الجدارة والمؤهلات اللازمة بصفته خبيرا في جهاز الأمن الداخلي الأمريكي، خاصة خلال “مشروع مكافحة التطرف العنيف” الذي يقوم بتحديد التدريبات اللازمة وأفضل الممارسات لمكافحة الإرهاب.
كما أفاد نهاد عوض “نحن نحثكم على ضمان أن أفراد شرطة نيويورك سيبقون بعيدا عن نظريات المؤامرة المعادية للمسلمين وسيتجنبون الدخول في مثل هذه الصراعات الأيديولوجية التي يروّج لها وجوه سياسية معروفة في أمريكا، بحيث لا توجد أية قوة ولا سلطة عليا تجبرهم على الحضور في مثل هذه المؤتمرات المُظللة لحقيقة الإسلام والمسلمين”.
معلومات مهمة عن إجراءات الشرطة المتخذة ضد المسلمين:
– في العام الماضي، طلبت كير من مكتب شرطة مدينة دنفر في كولورادو، التحقيق فيما إذا كان أي من ضباطها سيحضر التدريب الذي سيقوم به المتخصص السابق في مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيديرالي، جون غواندالو، حيث يُعرف هذا الرجل بسمعته السيئة وبمعاداته الواضحة للمسلمين، كما أنه يعدّ أحد مروجي نظريات المؤامرة التي تحاك ضدهم، وقد ادّعى غواندالو في السابق أن مدير وكالة المخابرات المركزية هو عميل سرّي لدى المسلمين.
– وأيضا خلال العام الماضي، رحّب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بانسحاب ممثل مكتب التحقيقات الفدرالي من حدث في ولاية تكساس، كانت تنظمه مجموعة كراهية المسلمين “أكت” حيث كان أحد المتحدثين الرسميين في هذا الحدث هو غواندالو.
– ورحبت كير في ولاية نيوجيرسي بإعلان مكتب النائب العام في نيوجيرسي الذي أفاد بأنه سيتم إصدار مبادئ توجيهية جديدة معنية بتدريبات الشرطة موجّهة لواحد وعشرين مدّعيا عاما في المقاطعة تحديا للبرنامج التدريبي الذي يضم وليد شعيبات، والذي نعت فيه الإسلام “بالشيطان”.
– خلال سنة 2014، ألغت أكاديمية العدالة الجنائية راباهانوك، في فرجينيا خطة التدريب للخدمة الوطنية التي كان من المقرر أن يحضرها غواندالو والتي كانت ستعقد في كولبيبر، من ولاية فيرجينيا، بعد أن علمت هذه الأكاديمية بخطاباته المعادية للإسلام، التي من الممكن أن تؤثر على المتدربين.
– أيضا في سنة 2014، قرر عمدة ولاية كانساس عدم الدخول في شراكة مع مجموعة من المواطنين الذين موّلوا دورة تدريبية لغواندالو، بعد أن عُلم بترويجه لنظريات المؤامرة واتهامه لمراسل من صحيفة “ويتشيتا ايغل” بتمويل الإرهاب.
– قبل عدة سنوات، وفي أعقاب دعوات الإصلاح التي جاءت بها كير وغيرها من الجمعيات، بعد تنامي الظواهر والحوادث المعادية للمسلمين خلال الدورات التدريبية للموظفين المكلفين بتطبيق القانون فضلا عن الأمن والجيش الوطني، أزالت إدارة أوباما بعض المواد القانونية العنصرية وغير الدقيقة حول الإسلام من التدريبات الفيدرالية.
شاهد: أوباما يأمر بإلغاء بعض إجراءات التدريب القائمة على الترهيب من الإسلام
ويُعدّ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية من أكبر المنظمات الداعمة للحريات المدنية الإسلامية في أمريكا. وتتمثل مهمته في تعزيز فهم الإسلام، تشجيع الحوار، حماية الحريات المدنية، دعم المسلمين الأمريكيين وبناء تحالفات تساهم في نشر العدالة وترسيخ مبدأ التفاهم المتبادل.