قال رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، نهاد عوض، إن الأمريكيين المسلمين لن يرحلوا عن بلدهم بسبب فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي أجريت يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، داعيا إياه إلى طمأنة الأمريكيين المسلمين، وداعيا المسلمين في الوقت نفسه إلى الاستعداداد للأسوأ.
ويتهم سياسيون أمريكيون، حاليون وسابقون، وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم الجمهوري ترامب (70 عاما) بأنه “عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى”.
وخلال حملاته الانتخابية، أطلق رجل الأعمال الملياردير ترامب تصريحات ووعدا معادية لأقليات عدة؛ ما يثير مخاوف بين شريحة كبيرة من المسلمين وأقليات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية مما قد يتخذه ترامب من سياسات خلال ولاية رئاسية من 4 سنوات تبدأ بتنصيبه يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2017.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال رئيس “كير”، أكبر منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة: “نحن (المسلمون) أمريكيون.. هذا وطننا، لن نذهب إلى أي مكان آخر، ولا أحد يستطيع أن يخرجنا من بلدنا.. علينا أن نبقى إيجابيين ومتفائلين، ويجب ألا ندع الخوف يشلنا”.
وتابع عوض: “نحن باقون هنا أسوة بالأمريكيين الآخرين، وسنستخدم كل الأدوات القانونية الضرورية، لضمان معاملتنا جميعا باحترام وعدالة.. الكثيرون يعتبرون فوز ترامب مفاجئا جدا، لكن كمواطنين علينا أن نقبل نتائج العملية الديمقراطية”.
وعن أبرز مطالبهم من الرئيس المنتخب، الذي يعمل حاليا على اختيار أعضاء إدارته، قال: “نسأل الرئيس المنتخب أن يضمن للأمريكيين المسلمين، وجميع الأمريكيين، أنه سيكون رئيسا للجميع، ولن يمارس التفرقة أو يستهدف مجموعة أو أقلية على أساس عرقي أو ديني، وعلى أساس البلد الذي تعود إليه أصولهم”.
وشدد عوض على أن “هذه (المبادئ) هي التي أبقت هذه الأمة (الأمريكية) موحدة لمئات السنين حتى أصبحت مثالا منيرا وسط هذا العالم.. وهذا أيضا ما ينص عليه عليه الدستور وقانون البلد: حماية متكافئة ومعاملة متساوية”.
وكشف عن أن الأمريكيين المسلمين تتملكهم “بعض المخاوف الجدية” الناجمة عن تصريحات عنصرية وتحريضية أطلقها ترمب طيلة حملته الانتخابية، في مواجهة منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.
ودعا عوض الرئيس المنتخب إلى “طمأنة الأمريكيين المسلمين بشأن هذه المخاوف، فهو من يستطيع طمأنة المسلمين والبلد.. هو من سيكون في البيت الأبيض، وهو من يستطيع أن يضمن للمسلمين أن يعاملوا باحترام، وألا يتم تهميشهم أو استهدافهم كما توعد خلال الحملة الانتخابية”.
واستبعد احتمال تغير شخصية ترامب، لكنه تساءل: “هل ستكون سياسته على النهج نفسه؟”، قبل أن يجيب: “آمل ألا يحدث هذا، فالولايات المتحدة الأمريكية مبنية على المؤسسات وفصل السلطات وحكم القانون، ونحن نتوقع من الرئيس المنتخب أعلى مستويات المسؤولية؛ فهو القائد العام (للقوات المسلحة الأمريكية)، وهذا هو أملنا”.
إلا أن عوض لا يبدو متفائلا، حيث دعا، في تصريحاته للأناضول، المسلمين في الولايات المتحدة إلى “أن يكونوا مستعدين لاحتمال حدوث الأسوأ (لم يحدده)”.
وعن سبل مواجهة أي انتهاك لحقوق الأقليات والمواطنين الأمريكيين، قال عوض إن منظمة “كير تتحالف مع منظمات أخرى ستكون، أسوة بكير، غير خائفة، وتدافع عن الحوق والحريات المدنية.. وعلى الأمريكيين المسلمين أن يبنوا مؤسساتهم، ويدعمون منظمات الحقوق المدنية، وأن يندمجوا في العملية السياسية”.
ولا تبدو اختيارات ترامب لأعضاء إدارته مبشرة للمنظمات الحقوقية، حيث أعلن، أمس الإثنين، اختياره رجل الأعمال، ستيفن بانون، في منصب كبير المخططين (المستشارين) الاستراتيجيين في البيت الأبيض؛ وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات عدة تقول إنه بانون (62 عاما) عنصري يتبنى عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء.
وعقب هذا الإعلان، اعتبر رئيس “كير” أن اختيار بانون “يبعث برسالة مقلقة بأن نظريات المؤامرة المتعلقة بمعاداة المسلمين وعقيدة القوميين البيض سيكون مرحبا بها في البيت الأبيض”.
وحث عوض، في بيان نشرته منظمة “كير” على موقعها الإلكتروني، الرئيس الأمريكي المنتخب إلى “إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأمريكيين”، كما أعلن في خطاب إعلان فوزه بالرئاسة.
المصدر: وكالة الأناضول