نهاد عوض – المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الاسلامية الامريكية كير
في مثل هذا الوقت، اتهم مارتن لوثر كينغ الإبن بأنه شيوعي ويشكل خطرا على أمريكا، وذلك لأنه دافع عنٍ المثل الأساسية التي قامت عليها أمريكا. أنا لست كينغ، ولا أنوي بأي شكل من الأشكال مقارنة أعمالي به. ولكنني أشعر بالفخر، عندما يحاول شخص مثل المرشح الجمهوري للرئاسة بن كارسون، أن يشوه صورة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، هذه المنظمة التي أشغل فيها منصب المدير الوطني التنفيذي، والتي تعمل على الدفاع عن المثل الأساسية التي قامت عليها أمريكا.
اقترح كارسون، في خطته الأمنية الجديدة، أن تقوم وزارة الخارجية بالتحقيق في منظمة كير على أنها “داعمة للإرهاب”. عندما يتم نعت المسلمين بأنهم داعمون للإرهاب أو عندما يزعمون أنهم أعضاء لمؤامرة معادية للولايات المتحدة، فإن القصد من ذلك في كثير من الأحيان هو الحفاظ على أقلية مكروهة من خلال محاولة زرع الخوف في نفوسهم.
اسمحوا لي أن أخبركم عن منظمة كير وعن السبب وراء كونها مؤسسة أمريكية فخورة.
تأسست منظمة كير سنة 1994. بدأنا العمل مع ثلاثة موظفين في العاصمة واشنطن. ومنذ ذلك الحين، لطالما التزمنا برؤيتنا والتي من خلالها أردنا أن نكون أحد المناصرين للعدالة والتفاهم المتبادل.
واليوم، نحن أكبر منظمة داعمة للحريات المدنية الإسلامية في أمريكا.
كير لديها المئات من الموظفين الذي يتقاضون أجرا، كما لديها متطوعون بدوام كامل موجودين في 20 ولاية. ونحن في معظم الأحيان من أكثر المنظمات الإسلامية الأمريكية تداولا على وسائل الإعلام. لدينا حوالي 30 محامي مهتمين بالقضايا القائمة على التحيز، وهي خدمة تقدم مجانا لعملائنا. كما أننا نقوم بتنظيم أيام تشريعية حتى يستطيع المسلمون عن طريقها التحدث مع المسؤولين المنتخبين؛ ونقوم بتنظيم دورات تدريبية لتمكين الشباب والمساعدة على تشكيل جيل جديد من القادة الأمريكيين.
كير هي منظمة قائمة على التنوع. حيث تضم موظفين ولدوا في الولايات المتحدة وغيرهم ممن ولدوا في أماكن أخرى. وينحدر هؤلاء الموظفون من مختلف الأعراق والأجناس. كما أن من موظفينا هم من السنة والشيعة، بالإضافة إلى أولئك الذين ليسوا مسلمين. يوجد لدينا المحافظون والتقدميون. جميعهم متحدون من أجل هدف واحد وهو توفير الديمقراطية للجميع.
لدينا منظومة صنع قرار داخلية سليمة يحسدنا عليها العديد من الجماعات. وتشمل الشورى، وهي مصطلح إسلامي يطلق على التشاور، ممثلين عن كل الفروع في البلاد. ويتم إرسال البيانات الصحفية لهذه الشورى، حتى يتسنى لمن هم على القائمة من أن يبدوا ردود فعل حولها، وبالتالي التوصل إلى رأي توافقي بين جميع الأطراف. لا أحد يملك حق النقض المطلق. يمكن أن يحتدم النقاش حول بعض القضايا، إلا أن ذلك في نهاية المطاف إنما هو لصالحنا.
الجماعات المتطرفة والعنيفة تعلم أننا بمثابة عدوهم الطبيعي. ولقد قمنا مرارا وتكرارا بإدانة أفعالهم. ولم تكن هذه مجرد أقوال فحسب، بل قمنا بإرسال الموظفين إلى بغداد سنة 2006 من أجل المطالبة بالإفراج عن الصحفي الأمريكي المخطوف. في العام الماضي، كنا جزءا من الرسالة التي أرسلها علماء المسلمين الدوليين إلى تنظيم الدولة الذي شوه صورة الإسلام. ووفقا لمجموعة الاستخبارات “سايت”، فإنه في بداية سنة 2015، قام مقاتل مزعوم في تنظيم الدولة بإرسال رسالة إلى المؤيدين لهذه المجموعة في الولايات المتحدة. وفي تلك الرسالة، قام بتحذيرهم وطالبهم بتجنب كير. إن سعي المجموعات المتطرفة إلى إقصاء منظمة كير من مواصلة مجهوداتها المناهضة للتطرف، ليس إلا تأكيدا على التأثير الفعلي لنشاطاتنا ضدهم.
في النهاية، كارسون جاملنا عندما اعترف بفعالية عمل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية. إذ أنه لا أحد يهاجم منظمة غير ناجعة.
رسالتنا الموجهة لبن كارسون، دونالد ترامب وغيرهم بسيطة للغاية؛ أمريكا بحاجة إلى رؤية، وليس إلى الإنقسام. لا داعي للخوف، فأمريكا قوية.