متابعات
icon facebook icon twitter icon youtube icon rss

واشنطن العاصمة، 17/11/2017

وجّه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير، رسالة إلى قادة الحزب الجمهوري يطلب فيها عقد اجتماع عاجل للمطالبة بسرعة حذف السؤال الاستبياني عبر موقع الانترنت “الاستماع إلى أمريكا” والخاص باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، والذي يسأل الأمريكيين عما إذا كانوا “قلقين بشأن الانتشار المحتمل للشريعة الإسلامية؟”

مصطلح “الشريعة الإسلامية” يشير إلى التعاليم الدينية الإسلامية، وهو يشبه القانون الكنسي الكاثوليكي والقانون الديني اليهودي (حالاشا). وإنّ الآلاف من الأسر والشباب والأطفال المسلمين الأمريكيين يطبقون هذه التعاليم الدينية الإسلامية يومياً من خلال تقديم الخدمة لمجتمعنا كمتطوعين.

قم بمشاهدة: استطلاع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري عبر موقع الانترنت “الاستماع إلى أمريكا”، السؤال رقم 27     RNC Listening to America Survey, Question 27

وقد كتب نهاد عوض المدير العام الوطني لكير في جزء من رسالته الموجهة إلى رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيل، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، والمتحدث باسم مجلس النواب بول رايان:

“بالنيابة عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية – أكبر منظمة للحقوق المدنية والدفاع عن حقوق المسلمين في البلاد – فإنني أبعث هذه الرسالة سعياً إلى سرعة حذف السؤال الاستبياني عبر موقع الانترنت “الاستماع إلى أمريكا” والخاص باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري: “هل أنتم قلقون بشأن الانتشار المحتمل للشريعة الإسلامية؟” ، وهو واحد من الأسئلة العديدة التي صيغت بشكل معقد جداً. وأكتب لسيادتكم أيضاً طلباً لعقد اجتماع معكم لمناقشة كيفية التنسيق والتعاون معاً لضمان أن يظل وعد أمريكا بالحريات الدينية حقيقياً بالنسبة لأجيالنا الحالية والمقبلة.

وإن المسلمين الأمريكيين يتقاسمون نفس القيم والحريات الأمريكية التي نعتز بها جميعاً، كما أنهم يريدون النجاح في اتباع النهج الأمريكي التقليدي من خلال العمل الجاد ودعم أسرهم.

ومثلما ستدين وبصورة واضحة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في حالة طرح أسئلة على الأميركيين عما إذا كانوا قلقين بشأن احتمال الانتشار المحتمل للقانون الكنسي الكاثوليكي والقانون الديني اليهودي “حالاشا”، فإن طرح أسئلة بشأن التعاليم الدينية التي يمارسها المسلمون الأمريكيون ينبغي أن يتم إدانته بالمثل من قبل الحزب الجمهوري.

إن السؤال الذي طرح من قبل قادة الحزب الجمهوري بشأن المبادئ الدينية للمسلمين الأمريكيين يشبه الفصول المظلمة في تاريخ أمتنا عندما تم تشويه الكاثوليكيين واليهود الأميركيين وتم الاستقصاء بشأن ولائهم لأمتنا.

وينبغي ألا يسمح الحزب الجمهوري باستغلال موارده من قبل أولئك الذين يسعون إلى استخدام مكانته في المجتمع الأمريكي لتأجيج التعصب الديني ضد غير الأمريكيين وضد المسلمين في بلادنا. كما أن المسلمين الأمريكيين يستحقون أن ينالوا نفس الفرص التي يتمتع بها جميع الأمريكيين -لبناء مستقبل أفضل لأسرهم وأطفالهم، ومع ذلك، ففي هذا الأسبوع أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي تقريره بشأن جرائم الكراهية لعام 2016، والذي يبين أن المسلمين واليهود الأمريكيين هما أكثر الضحايا المستهدفين من جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية في الولايات المتحدة.

ووفقاً للتقرير، فإن هناك تزايد في معدل جرائم الكراهية المبلغ عنها بشكل عام مقارنةً بعام 2015؛ حيث ارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 20 % تقريباً، وضد الأشخاص البيض بنسبة 17 %، وضد المنتمين للأصول الأمريكية اللاتينية بنسبة 15 %، وضد اليهود بنسبة 3 %.

ويناشد كير اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بالتعهد بمواجهة هذا الازدياد في معدلات الكراهية والتعصب في الولايات المتحدة، وبدلاً من ذلك، يجب على الحزب الجمهوري عمل استقصاء للأمريكيين لمعرفة مدى قلقهم بشأن التهديدات إزاء جرائم الكراهية التي ترتكب بدافع ديني.

وعلى نحو مخيب للآمال قامت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بسؤال الأميركيين عما إذا كانوا قلقين بشأن الانتشار المحتمل للطقوس الدينية للمسلمين الأمريكيين في الولايات المتحدة.

وفي عام 2012، أصدر كير، بالتحالف مع 10 منظمات أخرى، إعلاناً كاملاً في صحيفة “واشنطن تايمز” يعرض “دعوة مفتوحة لمراجعة العلاقة الحالية لحزبكم مع المسلمين الأمريكيين”.

وبالمثل، فقد وجه كير رسالة مفتوحة في شهر يناير 2015 إلى المرشحين الجمهوريين للرئاسة لتشجيعهم على إشراك الناخبين المسلمين ونبذ ظاهرة الكراهية للإسلام “الإسلاموفوبيا”.

وعلى نحو غير مقبول، لم يشهد الناخبون الأمريكيون المسلمون سوى جهود قليلة للغاية من قيادة الحزب الجمهوري لقمع الميول والتصريحات الاستفزازية المعادية للإسلام النابعة من داخل صفوفها.

وأحدث مثال على صمت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا هو ردها الصامت على الفضيحة التي لحقت بسيناتور ولاية ألاباما روي مور جراء تعصبه ضد المسلمين، والذي يتضمن قيامه بتسمية الإسلام بألـ “الدين الزائف” وذلك خلال شهر يوليو، وادعاءه السابق بأن عضو مجلس النواب قيس اليسون خلال أدائه اليمين الدستورية من خلال وضع يده على المصحف الشريف أشبه بقسم “يمين على كتاب هتلر” في عام 1943. وإن الأميركيين يتوقعون الأفضل من قبل الحزب الجمهوري.

يجب على اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري وقيادتها في الكونغرس أن يبذلوا قصارى جهدهم لمواجهة جميع أشكال الكراهية والتعصب في الولايات المتحدة، بما في ذلك الإسلاموفوبيا.

وإننا نأمل أن تقوم مكاتبكم بالقيام بالشيء الصواب من خلال التأكيد على حذف هذا السؤال الاستقصائي شديد التعصب والغير لائق من صفحة الموقع الإلكتروني للحزب الجمهوري. وعلاوة على ذلك، فإننا نلتمس منكم أن يتعهد الحزب الجمهوري بشأن كونه حزباً سياسياً أكثر شمولاً يرتقي بالمثل العليا ليكون مظلة كبيرة.

وإنني أتطلع إلى الاجتماع مع سيادتكم وتوزيع ردكم على المجتمعات المسلمة الأمريكية وحلفائهم.

وينوه كير إلى أن هذا السؤال الاستقصائي المريب قد ظهر مؤخراً في رسالة البريد الإلكتروني الخاصة بحملة الرئيس الأمريكي دونالد Donald J. Trump campaign email

كير هي أكبر منظمة أمريكية للحريات المدنية والدفاع عن المسلمين. وتتمثل رسالتها في تعزيز مفهوم الإسلام وتشجيع الحوار وحماية الحريات المدنية وتمكين المسلمين الأمريكيين وبناء تحالفات تعزز العدالة والتفاهم المتبادل.