منظمة كير تندد بالإرهاب
حزيران/ يونيو2011

أصدرت منظمة كير 84 بيانا خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1994 و2008 تندد فيها بالإرهاب. وكان موقف المنظمة واضحا وبسيطا، فكير تندد بالإرهاب مهما كان مكان وزمان وقوعه ومهما كان الشخص الذي يمارسه.
وتعارض كير بطبيعتها كل المتطرفين الذين يمارسون العنف. ولديها سجل ايجابي حافل بالنجاحات يدحض الفكرة السائدة بأن سلطات الولايات المتحدة تعامل الأقليات معاملة سيئة.

ونددت كير بالخصوص بالعمليات الإرهابية التي طالت المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس والسكان الأصلين لأمريكا، والمنحدرين من أصول إسبانية والأتراك والإسرائيليين والروس والمصريين والأردنيين والعراقيين والبريطانيين وغيرهم.

كما قامت كير بإدانة جماعات إرهابية بعينها، ومثال ذلك موقف المنظمة في 3/11/2009 في الذكرى الخامسة لأحداث مدريد. ونددت كير بكل العمليات الإرهابية سواء التي ارتكبها تنظيم القاعدة أو تنظيم الجيش الجمهوري الأيرلندي الانفصالي، أو القوات المسلحة الثورية في كولومبيا أو حماس أو إيتا أو أي مجموعة تعتبرها الإدارة الأمريكية ضمن “قائمة المنظمات الإرهابية في الخارج”. كما شملت التنديدات مسئولين من عدة دول من بينهم رابطة الدفاع اليهودية و وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومنظمة لاشكار طيبة الكشميرية ومنظمة كاهانا خاي الإسرائيلية ومنظمة رياض الصالحين الأندونسية والعمليات التخريبية التي قام بها المقاتلون الشيشان.

وباعتبارها منظمة استشارية، كان على كير أن تقوم بتصريحات تعبر فيها على مواقفها في كل ما يتعلق بالأمة الأمريكية. وأحيانا لا تلقى هذه التصريحات ترحابا شعبيا؛ فمثلا عبرت منظمة كير عن معارضتها الشديدة للتعذيب والاعتداء على الأسرى، بينما لم يكن الرأي العام في أغلبه يشاطرها الرأي. ولا تدعو كير إلى أن تكون كل الآراء مطابقة لآرائها، لكن، على غرار كل الأمريكيين الآخرين، فهي منظمة تمارس حريتها في التعبير عن وجهات النظر الخاصة بها دون أن يقع نبذها أو تصنيفها أو تهديدها.

كل التواريخ المذكورة مأتاها التصريحات الرسمية لمنظمة كير. وهذا الملف هو ملف توثيقي وليس مرجعا شاملا.

منظمة كير تندد بالإرهاب قبل أحداث 09/11

يوفر المقطع الأخير من الملف أمثلة إضافية لكننا سنذكر هنا مثالا آخر. في 20/12/1999 قمنا بالتصريح التالي على خلفية القبض على جزائري قادم من كندا حاول إدخال مواد متفجرة إلى أمريكا تستعمل في صناعة القنابل:
-إن المسلمين الأمريكيين يرفضون الإرهاب بكل أشكاله
– إن فرضية تورط أي مسلم في القيام بأي تفجير في الولايات المتحدة سيؤدي إلى خلق توتر ومخاوف لدى جاليتنا.

-لذلك نرى أنه من الضروري اعتبار كل مسلم يقوم بالتخطيط أو محاولة القيام بعملية إرهابية أو إيواء إرهابي، أنه لا يمثل الإسلام بأي حال من الأحوال، كما أن الجالية المسلمة تدين ما يفعله.

-يؤكد المسلمون الأمريكيون على حق كل مواطن في محاكمة عادلة في إطار القانون.

تنديد منظمة كير بالعنف الذي يمارسه المتطرفون

في شهر تموز/ يونيو 2002، قام معهد الولايات المتحدة للسلام بتضمين بيان منظمة كير بخصوص نبذ العنف الممارس باسم الإسلام في تقريره”صناعة السلام في الإسلام”.
ويشمل البيان مواقف من بيانات مختلفة للمنظمة حول قضايا الإرهاب:

– اغتيال أسامة بن لادن في(05/2/2011): إننا نضم أصواتنا إلى بقية المواطنين و نرحب بعملية اغتيال بن لادن التي نفذتها قوات خاصة من الجيش الأمريكي، وبذلك لم يعد بن لادن يشكل خطرا على حياة الأمريكيين. ولطالما ذكرنا منذ أحداث 9/11 الإرهابية، أن أسامة بن لادن لا يمثل المسلمين.

– حادث العثور على قنبلة في ساحة التايمز في نيويورك (5/4/2010): “نيابة عن الجالية المسلمة، نحن ندين هجوم ميدان التايمز ونعبر عن امتناننا لكل الذين اكتشفوا وجود القنبلة هناك، ولكل من ساهم في تفكيكها أو قام بإجلاء المواطنين من المكان. كما نرحب بخبر اعتقال مشتبه به ونأمل أن يتم تطبيق الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين في العملية”.
– جريمة القتل في فورتهود، تكساس: أكد مراسل قناة سي أن أن الإخبارية أن منظمة كير أدانت العملية التي طالت فريق أم أس أن بي سي هاردبول “بلهجة شديدة”. وقال المراسل كريس ماثيو أن منظمة كير كانت سباقة إلى التنديد بالمذبحة. (نص، أم أس أن بي سي هاردبول: (6/11/2009)

° أنور العولقي(18/3/2009) و(9/11/2009) :”ليس هناك تناقض بين الانتماء إلى الإسلام وبين الانتماء إلى أمريكا. ونحن ندين دعوة أنور العولقي لقتل المواطنين الأمريكيين ونحذر كل من يمكن أن ينساق إلى هذه الأفكار المتطرفة.كما ندعو قيادات الجالية الإسلامية والعلماء المسلمين إلى توفير مساحات تمكن المسلمين من التأثير إيجابا في المجتمعات التي يتواجدون فيها وهو دور يفرضه الإسلام عليهم”.

وأضافت كير أن الأفكار المشوهة والمغلوطة التي يحملها أنور العولقي لا يمكن أن يتبناها الأمريكيون المسلمون وهي لا تعكس منظومة العقائد والأخلاق الإسلامية.

-قال معهد البحوث التابع للكونغرس في تقريره حول “الإرهاب الجهادي في أمريكا” : أن مكافحة الإرهاب تجعل السلطات تنسق مع هيئتين من منظمة كير للتعامل مع الأشخاص المعنيين بهذه الظاهرة:

– مخطط عملية إرهابية في إيرفين (2006) . جاء مونتيله إلى المركز الإسلامي في إيرفين متظاهرا بأنه اعتنق حديثا الإسلام، ودخل متنكرا في قميص ومطلقا لحيته الطويلة. ومونتيله صاحب سوابق عدلية حيث قضى 16 شهرا في سجن الولاية لسرقته شاحنتين ثقيلتين . وتلقى المركز الإسلامي تحذيرا حول دعوات مونتيله للجهاد وتخطيطه للقيام بعملية إرهابية. وقام الفرع المحلي لمنظمة كير برفع شكوى ضده لدى شرطة مدينة إيرفين حيث فرضت عليه المراقبة الأمنية لمدة ثلاثة سنوات.(وقد تبين لاحقا أن مونتيله هو مخبر لدى وكالة التحقيقات الفيدرالية)

– اختفاء خمس رجال من ألكسندريا: أصبحت قضية الخمسة المختفين من منطقة ألكسندريا معروفة بعد أن قامت كير بتوجيه عائلات المفقودين إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية، بعد أن غادر هؤلاء الخمسة البلاد دون إعلام ذويهم. (وقام نعيم.م.بيك عن الرابطة الإسلامية في أمريكا الشمالية بالاتصال بمنظمة كير بعد تلقيه خبر قلق عائلات المفقودين على مصير أبنائهم).

– حالتان إضافيتان تعبران عن كيفية تعامل منظمة كير مع هذه القضايا
– تدريب سري على استعمال الأسلحة النارية(2005): قامت منظمة كير بكتابة تقرير حول “وجود شخص يدرب مجموعة تتكون من 300 عنصر على استعمال الأسلحة النارية”.بعد أن قام بالتخطيط لإرسال البعض منهم كمتطوعين للقتال في العراق وفلسطين وإسرائيل بتعلة تسفيرهم إلى الشرق الأوسط للمشاركة في مؤتمر إسلامي هناك.

°رجل في دير بوم يتحدث إلى الناس حول طالبان ويعبر عن رغبته في السفر إلى باكستان(2009): اتصل رئيس مسجد دير بوم بفرع منظمة كير في ميتشيغن ليخبره حول تردد معتنق جديد للإسلام على حلقات الدروس الليلية في المسجد يوم الجمعية حيث كان يتقرب من الشباب ويسألهم عن طالبان ويسألهم عن كيفية السفر إلى باكستان. وقام فرع كير ميتشغان بالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالية حيث استدعوا الرجل للتحقيق.

-أخيرا تؤكد منظمة كير على أنها منظمة ذات بعد مدني وتستجيب لمتطلبات الجالية المسلمة. وتؤكد في دليلها المسمى”إعرف حقوقك”، أن واجبك المدني والديني يحتمان عليك الإبلاغ بصفة فورية لدى الأجهزة الأمنية الفيدرالية عن كل تحركات مشبوهة ترصدها في محيطك.

تدعيم التصريحات بقرارات إيجابية على أرض الواقع
إرسال بعثة إلى العراق للعمل على إطلاق سراح صحفي أمريكي محتجز كرهينة هناك: قامت منظمة كير بإرسال عنصرين من قيادتها العليا للعمل على إطلاق سراح الصحفي الأمريكي جيل كارول الذي اختطف كرهينة (18/1/2006)

– تقوم كير بالاستفادة من القبول الذي تلاقيه على المستوى الدولي نظرا لما تقدمه من خدمات إنسانية في أمريكا. فقد نجحت منظمة كير في القيام بجلسة عمل مع الأمم المتحدة في نيويورك، وقامت بتسليمها رسالة إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مطالبة إياه بإطلاق سراح السياح الأمريكيين الثلاثة المعتقلين في بلاده. كما قامت في نفس الجلسة بتسليم رسالة أخرى إلى نجاد من عائلة موظف مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق روبرت ليفينسون الذي كان يقوم بمهمة هناك منذ سنة 2007. كما قامت كير في سنة 2009 بإرسال وفد إلى إيران قابل الرئيس الإيراني بصفة مباشرة لدعوته لإطلاق سراح الصحفية الأمريكية روكسانا سابيري.

° إدانة كير للهجوم الإرهابي الذي طال أبراج مركز التجارة العالمي. في 11 سبتمبر 2001: قامت كير بإصدار البيان التالي:”يدين الأمريكيون المسلمون وبشدة الهجمات الدنيئة والجبانة التي طالت المدنين الأبرياء”

– نشرت كير مقالا بحجم صفحة كاملة على صحيفة واشنطن بوست. ونشر المقال في الصحيفة في يوم السادس عشر من سبتمبر.

– كير تطلق حملة إلكترونية: في 2004 قامت كير بإطلاق حملة الكترونية بعنوان “لا تبرر جرائمك باسم الإسلام” واعتبرت أن الإرهابيين يخونون القيم الإيمانية التي يدّعون أنهم يمثلونها. وبحلول أغسطس 2006 قام قرابة 700.000 شخص و عدة منظمات بالإمضاء على العريضة.

– كير تنشر عرض خدمة عامة: كما أعلنت المنظمة في سنة 2003 عن عزمها القيام بحملة للخدمة العامة وفي سنة 2005 أطلقت مشروعا لمكافحة الإرهاب وإرسال رسائل عن مكافحة هذه الظاهرة وصلت إلى 6,5 مليون مواطن.
منظمة كير تساند فتوى مناهضة الإرهاب: بالتعاون مع مجلس الفقه الإسلامي لشمال أمريكا نشرت منظمة كير فتوى حول خطر الإرهاب وقد تبنت أكثر من 340 جمعية و مسجدا وإماما هذه الفتوى. وهذا مقتطف من الفتوى:

“يرفض الإسلام رفضا قاطعا التطرف الديني واستعمال العنف ضد الأبرياء”.
“إن تهديد حياة المدنيين وممتلكاتهم من خلال التفجيرات الانتحارية أو أي شكل آخر من أشكال الاعتداء، يعتبر محرما في الإسلام، ومن يقومون بهذه الأفعال الشنيعة ليسوا شهداء بل هم مجرمون”.
“يحرم على المسلمين التعاون مع أي شخص يمارس الإرهاب أو الانخراط في أي عمل إرهابي”

كير تدعو خطباء المساجد لإرسال رسائل منددة بالإرهاب:
دعت منظمة كير خطباء المساجد لتخصص خطب يوم الجمعة للتنديد بالعمليات الإرهابية ونشر السلام والتعايش بين الأديان (07/6/2005) وذلك إثر سلسلة من التفجيرات التي ضربت إسبانيا وخلفت 200 قتيل. ودعت كير المسئولين والأئمة القائمين على المساجد في كافة أنحاء البلاد وباقي أنحاء العالم إلى إلقاء خطب عن الضرر الذي يلحقه الإرهابيون بصورة الإسلام (13/3/2004).

وهذا توثيق للتنديدات الثابتة والمتواصلة التي عبرت عنها منظمة كير ضد الهجمات الإرهابية (وتشمل أحداثا لم يقع ذكرها سابقا)

خاتمة
موقف منظمة كير واضح جدا. ونعتبر أن أي عمل يضر بالمدنيين لا يمكن تقبله.وأن الحوار والدبلوماسية هما الحل الأمثل لحل الخلافات. تقوم كير بتمثيل أعضائها والمنخرطين فيها والمتعاطفين معها من خلال وسائل سلمية وديمقراطية. ويعلم المتابعون لأعمالنا أننا نبذل جهودا كبيرة وبطرق قانونية للدفاع عن المبادئ الدستورية، وخاصة مجلة الحقوق المدنية.

وللأسف تتعالى أصوات على أرض الواقع تحاول تشويه المسلمين ومنظمة كير بنعتهم بتسميات غير منطقية وتفتقر للحجج القوية.

وحان الوقت لكل من يحمل وعيا لأن يندد بهذه التصرفات التي ترمي إلى احتقار الأقليات باستعمال الشتائم والاتهامات المزيفة.

ولكي نتقدم يجب علينا أن نتطرق إلى المسببات الكبرى للإرهاب دون تبريره. والكثير من الكتابات التي ينشرها رجال الدين تؤكد على أن الدين بصفة عامة والإسلام بصفة خاصة، لا يعد أحد أسباب الإرهاب. إذ يقول د. روبرت بايب مؤلف كتاب الموت من أجل الانتصار وإنهاء النزيف أن “أغلب العمليات الإرهابية لا تحركها دوافع دينية ولكنها تأتي في إطار خطط إستراتيجية محكمة، تهدف إلى القضاء على التجارب الديمقراطية الحديثة وعلى طرد القوات المسلحة من الأماكن التي يعتبرها الإرهابيون ملكهم، وأن العمليات الانتحارية لم تسببها الأصولية الإسلامية وإنما هي نتيجة للاحتلال الأجنبي”. لذلك فإننا نقدر تصريحات د. وبرت ونعتبره صاحب فضل كبير.
ملاحظة: يمكنكم العثور على الحجج الدينية المدعمة لموقفنا المعارض للأفكار الدينية الرجعية في ركن “ماهو موقف كير من القضايا الهامة” على موقعنا الالكتروني:
www.cair.com