متابعات
icon facebook icon twitter icon youtube icon rss

يجب أن تقف أمريكا والمجتمع الدولي مع المسلمين ضد تنظيم الدولة، وليس ضد المسلمين بسبب تنظيم الدولة. إن الإرهاب لا دين له، ولا ينبغي اتهام أي جماعة بأنها سبب نشأة هذا التنظيم.

قادة تنظيم الدولة يعلمون أنه ليس بمقدورهم هزيمة الولايات المتحدة عسكريا، إذ يتمثل أمل هذه الجماعة الإرهابية الوحيد، في تفرقة الأميركيين على أسس دينية وعرقية.

توجه الرئيس الأمريكي بخطاب ليلة الأحد، شرح فيه الآلية التي سيتم اعتمادها لترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ الانقسامات.

بعد إعلان أوباما توجيه خطاب للأمريكيين يوم الأحد، طلب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) من الرئيس أوباما أن يتضمن خطابه إدانة واضحة للهجمات ضد المسلمين والتخوفات التي شهدوها في الأسابيع الأخيرة، وأن الدولة لن تتسامح مع العنف ضد المسلمين الأمريكيين ومؤسساتهم.

وكانت الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية قد أثبتت رفضها القاطع للإرهاب والتطرف الديني. رغم إدانتنا للتطرف والعنف، فإن الخطابات الزاخرة بالكراهية والهجمات المعادية للمسلمين تعرض حياة المسلمين الأمريكيين وعائلاتهم لخطر كبير.

نحن قلقون بشكل خاص من بعض المرشحين الرئاسيين – وغيرهم من الشخصيات ذات الشعبية- الذين يسعون لتأييد أو تشجيع العنف ضد المسلمين.

إذ اقترح المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعد المرشح الأوفر حظا، وجوب وضع المسلمين تحت الرقابة، وغلق المساجد، وأن يتم إجبار المسلمين الأميركيين على التسجيل ضمن قاعدة بيانات وطنية وحمل بطاقات هوية خاصة. وعلى الرغم من تصحيح وسائل الإعلام لهذه المغالطات وانتقاد القادة الوطنيين للتصريحات المحرضة، واصل ترامب مزاعمه، حيث صرح أن العديد من المسلمين قاموا بالاحتفال بحادثة 11 أيلول/سبتمبر.

ودعا ترامب في بيان من أكثر بياناته تهورا، إلى “المنع التام والشامل للمسلمين من دخول للولايات المتحدة”، في موقف يبدو أقرب إلى مواقف الزعيم الفاشي في الأربعينيات، منه إلى رجل يسعى ليكون قائدا لدولة متحضرة مثل الولايات المتحدة.

نحن نعتقد أن مثل هذا الخطابات المحرضة على الكراهية، هي مسؤولة جزئيا، إن لم يكن كليا عن الارتفاع غير المسبوق في الحوادث التي تستهدف الجالية المسلمة في البلاد منذ الهجمات الإرهابية في 13تشرين الثاني/نوفمبر في باريس.

وفي إجابة على مطالبة المرشح عن الحزب الجمهوري، ماركو روبيو يوم الأحد “بتقديم أدلة تثبت وجود تمييز عنصري ضد المسلمين في الولايات المتحدة”، قامت منظمة كير بتوثيق آلاف الحالات السنوية من جرائم الكراهية، التي تم التبليغ عنها على مدى السنوات العشرين الماضية، ويوثق التقرير على الأقل ثلاثين حادثا خطيرا، شملت حالات من التعصب الديني والترهيب والتهديد والعنف الذي استهدف المسلمين والمساجد الأمريكية في الولايات المتحدة منذ هجمات باريس.

في هذا الإطار، كان هناك ترحيب بتصريحات الرئيس الأمريكي الذي رفض خلال خطابه، المواقف التي تدعو إلى شن حرب ضد المسلمين، مشيرا إلى أن غالبية ضحايا الإرهاب هم من المسلمين أنفسهم، وأضاف بأن المتطرفين لا يمثلون سوى جزء هامشي من المسلمين حول العالم. كما أعرب أوباما عن رفضه للتمييز ضد مسلمي أمريكا والاختبارات العقائدية قبل الدخول للولايات المتحدة.

اختتم باراك أوباما خطابه الرافض للكراهية ضد الإسلام، قائلا: “مسلمو أمريكا هم أصدقائنا، جيراننا، زملائنا في العمل، أبطالنا الرياضيون، وهم أيضا رجالنا ونساؤنا في الجيش الذين هم على استعداد للموت دفاعا عن هذا الوطن. علينا أن نتذكر ذلك”.

نضمّ صوتنا للرئيس أوباما في دعم موقفه القوي الذي يدعو إلى الوحدة الوطنية، ورفض “الارتياب والكراهية” ضد المسلمين.

إلا أن خطاب الرئيس افتقد إلى الإقرار بالحاجة إلى العمل مع المجتمع الدولي لمساعدة الشعب السوري على إنهاء النظام الدكتاتوري للأسد وبناء سوريا حرة وديمقراطية.

تمثل عمليات القمع والقتل التي قام بها الأسد العامل الرئيسي في عدم استقرار المنطقة، وهو ما قامت بانتهازه جماعات مثل تنظيم الدولة لتعمل على تجنيد المقاتلين والتوسع في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم. إلا أنه لا يمكننا الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لمكافحة الأسد وحالة الفوضى التي تعيشها المنطقة. يجب علينا القضاء على الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الظلم، والتي أدت بدورها إلى توسع تنظيم الدولة.

انه أمر يدعو للاطمئنان، أن يدرك الرئيس أوباما كل تلك الحقائق. لكن سيكون من الأفضل لو يلقى هذا التوجه دعما أكبر من السياسيين والإعلاميين والقادة.

 

ملاحظة : المقال نشر بالانكليزية على أشهر الصحف العالمية “صحيفة الكارديان”

http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/dec/07/obama-condemned-islamophobia-republicans-should?CMP=share_btn_tw