متابعات
icon facebook icon twitter icon youtube icon rss

الصحفي: دانيال بورك – CNN الانكليزية

عملية إطلاق أعيرة نارية على مسجد في ولاية كونكتيكات، مسلحون يحتجون على “أسلمة أمريكا” خارج المراكز الإسلامية في ولاية تكساس، تهديدات بالقتل داخل المساجد في ولاية فلوريدا وميريلاند وفيرجينيا.

وتشير التقارير الأولية إلى أن سنة 2015، هي أكثر السنوات التي حدثت فيها هجمات دموية نفذت باسم الإسلام، إذ كانت واحدة من أكثر الفترات الصعبة التي مر بها المسلمون في التاريخ الأميركي.

دراسة جديدة مشتركة مع سي ان ان تدعم هذا التوجه. خلال 8 كانون الأول/ ديسمبر كانت المساجد والمراكز الإسلامية الأميركية، تتعرض لعمليات التخريب والمضايقة والتعصب ضد المسلمين، إذ تدل الإحصائيات على حصول ما لا يقل عن 63 عملية تخريب ومضايقة هذا العام، ويقول مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في هذه الدراسة أن الفترة الأخيرة شهدت أكبر معدلات من الهجمات منذ أن بدأت مجموعة الحقوق المدنية المسلمة نشاطها في تسجيل هذه الحوادث عام 2009، إذ تضاعفت الحالات المسجلة ثلاث مرات مقارنة بالسنة الماضية.

وخلال الجدل الذي دار حول بناء المركز الثقافي الإسلامي، والذي يضم “مسجدا” بالقرب من موقع هجمات 11أيلول/سبتمبر في نيويورك، تم تسجيل ما يقارب عن ثلاث وخمسين حادثة سنة 2010. ولكن العديد من تلك الحوادث تعني بالتمييز الذي حدث أثناء جلسات الاستماع، والتي جدت بسبب مساجد جديدة. إذ أن الأعمال العدائية لهذه السنة غير مسبوقة.

شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني لوحده 17 حادثة معادية للمسلمين في المساجد، ويبدو أن هذا العدد في تزايد بعد إنضمام العديد من الإرهابيين إلى صفوف تنظيم الدولة وقتل ما يقارب عن 130 شخصا في باريس. ومنذ الثالث كانون الأول/ ديسمبر، أدى مقتل 14 شخصا في سان برناردينو بولاية كالفورنيا إلى ارتفاع جديد في معدل التهديدات بالقتل والتخريب ضد المسلمين.

(كان هناك زيادة طفيفة في معدل الحوادث التي تم تسجيلها ضد المسلمين بعد الهجمات الإرهابية البارزة التي شهدناها في هذه السنة، ضد مجلة شارلي ابدو في باريس في 7 يناير) .

قدمت كير البيانات بعد أن طلبت سي ان ان سبب ارتفاع هذا العدد في جرائم الكراهية ضد المسلمين. لم يتمكن مكتب التحقيقات الفدرالي، أو حتى كير من إحصاء العدد الإجمالي لهذه الجرائم في سنة 2015، ولكن البيانات التي تم تسجيلها من قبل المساجد مكنتنا من إلقاء نظرة عامة على الحالة السيئة التي أصبح يعيشها المسلمون الأمريكيون.

عادة ما تمثل جرائم الكراهية ضد الاشخاص، بما في ذلك المسلمين، ضعف عدد الجرائم ضد الممتلكات. واعتمادا على التقارير السنوية للمكتب التحقيقات الفدرالي، فان العديد من المراقبين يؤكدون أن سنة 2015 شهدت أكبر عدد من الحوادث ضد المسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

 

حوادث الكراهية ضد المسلمين الأميركيين في تزايد، والخطاب السياسي زاد الوضع تعقيدا

حذر كوري سايلور، المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، بعد انجازه لدراسة شملت تقارير وسائل الإعلام وتقارير المجموعة الإقليمية، من أن هذه الأرقام هي بيانات أولية؛ وأن العدد الحقيقي للحوادث في المساجد هو في المحتمل أعلى من الذي تم تسجيله. ووفقا لوزارة العدل، فان جرائم الكراهية ضد المسلمين لا يتم التبليغ عنها في الغالب.

ومع ذلك، أظهرت دراسة لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مشاعر الكراهية التي يحملها العديد من المواطنين الأمريكيين ضد المسلمين. ووقعت هذه الحوادث تقريبا في كل منطقة من مناطق البلاد، بما في ذلك العاصمة واشنطن. (يوم الخميس، تم إخلاء مقر كير في واشنطن العاصمة، بعد تلقيه لرسائل كراهية).

أضاف سايلور، أن “تنظيم الدولة يريد التفريق بين الأمريكيين وتأليبهم ضد بعضهم. يبدو مع ما شهده شهر تشرين الأول/ نوفمبر من تزايد الحوادث ضد المساجد منذ أن بدأنا بتسجيل وحفظ البيانات، فان غايتهم ستتحقق”.

تنقسم الحوادث ضد المساجد إلى أربع أنواع:

1.الأضرار والدمار أو التخريب

2.المضاياقات، بما في ذلك استخدام الكتابات المعادية للإسلام

3.التخويف أو التهديد

4.التحيزالواضح خلال إجراءات تقسيم المناطق لبناء مساجد للمسلميين

منذ هجمات باريس، قام المخربون بتحطيم ملكية احد المساجد وتغطية مداخله بالفضلات. وقام بعض قراصنة الانترنت بقرصنة الصفحة الرئيسية لموقع مركز فينيكس الإسلامي وكتابة عبارة “تحيا فرنسا”. وقام رجل في فولز تشيرش بولاية فيرجينيا، بترك عبوة ناسفة وهمية في مسجد وضرب بوابته الأمامية.

ويتجه الوضع نحو مزيد التعقيد، حيث قال المسؤولون في منطقة دالاس في شمال ولاية فرجينيا، أن الشركة الأمنية التي تم توضيفها لحماية المسجد استقالت هذا الاسبوع.” وقال الإمام محمد ماجد، المسؤول عن المسجد أن السلطات أجابته؛ “نحن لا نعرف ما الذي سيحدث، وليس بإستطاعتنا حمايتكم”. وفقا لبعض الأعضاء، تم تخريب مسجد أدامز مرتين في السنوات الماضية، ولكن ليس في الآونة الأخيرة.

وجاءت تصريحات محمد ماجد يوم الاثنين بعد دقائق من دعوة وزير الأمن الداخلي جاه جونسون، الأميركيين بعدم “التشكيك في المسلمين”. وخلال مؤتمر صحفي في أدامز، أشار متحدث صحفي باسم سي ان ان إذا ما كانت السلطات الأمنية ستقوم بتوفير حماية أمنية للمساجد.

المسلمون بالولايات المتحدة يروون قصصهم

تعدت منذ مجزرة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، الحوادث المعادية للمسلمين المساجد، إذ قام المسلمون في الأسابيع الأخيرة بالتبليغ عن تعرضهم لهجوم أثناء أداء الصلاة في الحدائق، وحدوث مضايقات في المدرسة وإهانتهم أثناء القيادة. وقال أندريه كارسون، عضو مسلم بالكونجرس، أنه تلقى تهديدا بالقتل يوم الثلاثاء، ويرجع ذلك إلى مواقف السياسيين “الذين يقومون بتأجيج نيران التعصب من خلال خطاباتهم المعادية للمسلمين”.

وقالت داليا مجاهد، مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، أن الدراسات تشير إلى أن المشاعر المعادية للإسلام تبلغ ذروتها خلال فترة الانتخابات الرئاسية، عندما يحاول بعض السياسيين إظهار الجانب المتشدد من خلال التحدث عن المسلمين بقسوة.

اقترح دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا عن الحزب الجمهوري، خلال هذه الحملة الانتخابية منع المهاجرين المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، ومراقبة المساجد وقال انه مستعد لإنشاء قاعدة بيانات تضم جميع المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. هذه المواقف اعتبرها المختصون مستبدة وغير دستورية.

رأي: لا تحمل جميع المسلمين مسؤولية ما يجري

وفقا لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فان المواقف المعادية للإسلام قد تزايدت منذ أب سنة 2014، عندما نشر تنظيم الدولة شريط فيديو يظهر إعدام اثنين من الأمريكيين. وقالت المجموعة أن عمليات القتل البشعة تسببت في نشأة بيئة من “الكراهية السامة”، والتي من شأنها أن تتسبب في انتقام بعض الأميركيين من جيرانهم المسلمين.

تقول لوري بييك، عالمة الاجتماع في جامعة كولورادو التي قامت بدراسة ردود الفعل العنيفة ضد المسلمين، أن جرائم الكراهية غالبا ما تكون أكثر تعقيدا مما يبدو. فبعض مرتكبي هذه الردود العنيفة هم أشخاص يبحثون عن الإثارة بإفتعالهم المتاعب مع أي شخص كان وهم في حالة سكر. والبعض الأخر يظن أنهم “يدافعون” عن بلادهم من الغزاة المسلمين، هذه فكرة خاطئة كانت قد ولدتها الهجمات الإرهابية التي تم القيام بها.

وبعبارة أخرى، فان فعلا عنيفا واحدا تم تنفيذه باسم الإسلام، اقترن بفعل عنيف من الطرف الآخر يهدف إلى محاربة الإسلام. وفي الوقت نفسه، يتم القبض على المسلمين الأمريكيين الأبرياء. وفقا للدراسات، يمكن أن تكون آثار جرائم الكراهية طويلة الأمد ومدمرة لنفسية الشخص، مما ينجر عنها حالات الاكتئاب والقلق وغيرها من الصدمات النفسية.

أي تداعيات محتملة لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة؟

قالت بييك، كما هو الحال مع بروز تنظيم الدولة في الأشهر الثمانية عشر الماضية، والأخبار تزداد سوء بالنسبة للمسلمين الأميركيين، فكل هجوم جديد هو عبارة عن قطرة الماء التي ستفيض الكأس. “المسلمون الأميركيون يشعرون أنهم لن يكونوا قادرين أبدا على نسيان ما مروا به، وأنه لن يتم القبول بهم مرة أخرى في أمريكا.”

ومع ذلك يقول بعض المسلمين الأمريكيين أنهم سوف يحاولون التأقلم بالرغم من إستهدافهم.

وبعد ساعات من هجمات باريس، أطلق مسلح خمس طلقات نارية على مسجد باتول أمان، والذي يقع في مكان هادئ من الشارع الرئيسي في فندق ميريديان، كونيتيكت. وقال محمود قريشي، رئيس الجماعة الأحمدية المسلمة بكونيتيكت أنه “من حسن الحظ أن أحدا لم يكن في المسجد في ذلك الوقت، حيث وجد المصلون آثار طلقات الرصاص في اليوم التالي”.

في البداية، هزت هذه الحادثة مجموعة المصلين، لكن بالرغم من ذلك قرروا فتح أبواب المسجد مرة أخرى. ودعوا المجتمع المحلي إلى دخوله في اليوم التالي.

وقال قريشي،”إن الشخص الذي قام بإطلاق النار على المسجد يجهلون حقيقتنا”، “علينا أن نقوم بعمل أفضل من أجل الوصول إلى قلوب الناس. لكننا مازلنا صامدين بالرغم من ذلك”.